للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإنّي على ما يرتضي الأمر والهدى … ويرضي ولاة الأمر من كلّ مهتد

وإن ذكرت عنّي أكاذيب مفتر … فسمع الهدى عن سمعها جدّ مبعد

وحاشى لمثلي أن ينيب لفاسد … من الرّأي أو يسعى بخلّة مفسد

ولي خدمة للأمر في كلّ صالح … تشرّد عن سعيي عداتي وحسّدي

وإن طعن الأعداء بي لشكاية … تثير خبال الذّهن، طعن توعّد

فذلك أمر يقبل الله عذره … ويرفع لي التّكليف حين التّعبّد

وفضل أمير المؤمنين ووعده … يعيد الرّدا عذرا على غائل الرّدى (١)

أيا من هو المخصوص بالعدل والتّقى … وبالنّصر والتّأييد في كلّ مشهد

وبالعلم ثمّ الحلم والسّبق في العلى … وبالشّرف الأبقى القديم المجدّد

وبالصّبر في الهيجاء والفتك في العدى … إذا عرف الخطّيّ فضل المهنّد

إليك أمير المؤمنين قصيدة … رفعت بها عن ساحتي رفع مفتد

فخذها وأنّسها وشفّع مديحها … فمقصودها التّسريح لي وهو مقصدي

أتتك بأبكار المدائح لم تلج … على سمع ذي سمع ولا لفظ منشد

فلو كنت في نظمي لبيدا وبرقه … لبلّدني التّكبيل كلّ التّبلّد

ولم أدر ماذا أستجيد لأنّه … مقام عظيم القدر سامي التّأيّد

وأمداحه من رام بالنّظم حصرها … كمنهل (قطر رام جمعه) (٢) باليد

ولا زال في ظلّ من الملك وافرا … ولا زال في سعد من السّعد مسعد

ودام بنصر للغريب وأهله … وتنظيم شمل في قرار ممهّد

ومنهم:

٧١ - عبد الله بن أحمد بن محمد الحميري (٣)

يكنى أبا محمد، ويعرف بالاستجي، وهو والد شيخنا ومعلمنا الفقيه الأستاذ العالم أبي عبد الله أبقاه الله. وكان أبو محمد هذا من أهل الفضل والدين والورع، مقرئا لكتاب الله تعالى قائما به، عارفا لطرق روايته وتجويده وإتقانه، جاريا على سنن


(١) الردي من الرداءة، خففت همزته للقافية.
(٢) بياض بالأصل أ، وما بين القوسين زيادة ليستقيم بها الوزن والشعر.
(٣) ترجمته في: صلة الصلة: ٧٨ (نسخة مرقونة) ناقلا عن أعلام مالقة.

<<  <   >  >>