وله في مغنّ (١) بيده عود: [كامل]
غنّى لنا حسن فكدنا ننتشي … من قهوة الطّرب التي تستعذب
لعبت بأوتار المثالث كفّه … فإذا القلوب بكفّه تتقلّب
وله في تحريم الخمر: [طويل]
يظنّون أنّ الرّاح فيها سرورهم … وقد غلطوا. إنّ السّرور اجتنابها
سرت بعقول القوم فاستحسنوا الخنا … وغطّت عليه حين ساغ شرابها
وله في غناء حمامة: [كامل]
تزري بألحان الحمام حمامة … ورقاء تشدو في الغصون وتنطق
غنّت غناء العاشقين ولم أخل … من قبلها أنّ الحمام تعشّق
وله يتشوق إلى وطنه: [طويل]
سقى الله أرضا قد عهدت عراصها … مآلف آرام، ولكنّها غيد
يسقيننا راح الهوى بلواحظ … بواتر، منها في القلوب أخاديد
يدعن حليم القوم يكلف بالظّبا … يقول ألا للحلم عندي تفنيد
وشعره كثير، وأدبه شهير. / ١٦٩ /
ومنهم:
١٣٧ - علي بن عبد الرحمن السّهيلي
يكنى أبا الحسن. هو ولد الفقيه أبي زيد السهيلي. وكان ﵀ من أهل الطلب والنباهة عفيفا فاضلا دينا ورعا. وكان مشتغلا بصنعة التوثيق مشهور الفضل والديانة.
وصفه الفقيه أبو الطاهر، فقال فيه: ممّن ينطبق اسم الفضل حقيقة عليه، ويخترق المجد غياهب صنعته إليه. نشأ بمالقة سالكا من الصّلاح سبله، راميا شرك الخداع وأحبله. يفرّ من الدّنيا وخنا غفلاتها، واستقرّ بفنائها القفر وفلاتها، حتّى اشتغل بصنعة التّوثيق فبحث عن أصولها، وتلذّذ بمعانيها السّنية وفصولها. وهو الآن
(١) في الأصل أ: وله في غان