للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومنهم:

٩١ - عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن الحسن بن أبي الحسن

الخثعمي ثم السهيلي (١)

هو الإمام العالم. (كان) (٢) من جلّة العلماء وعليتهم عارفا متفنّنا ضابطا حافظا للغات والآداب. وله تواليف ككتاب الأعلام بما وقع في القرآن من الأسماء الأعلام، وكتاب الرّوض الأنف، وكتاب نتائج الفكر، وغير ذلك. وصفه الفقيه أبو العباس أصبغ في كتابه. فقال فيه: هضبة علوم سنية، وكان في الشّعر واضحة جلية، من رجل تلقّت القريض يمينه، وانتظم له من جوهره ثمينه. عفا على ابن الدّمينة (٣) في التّشبيب، واستوفى في أغراض مدحه جميع ما ابتدع فيه حبيب. إن مدّ فيه الرّشا، فما شئت من إبداع وإنشاء (٤)، وإن قصّد أو عجّز، بذّ من سبق قبله وأعجز. لا تبارى في ميدانه خيله، ولا يساجل وشله ولا سيله. قلّد أجياد الدّولة المهدية والخلافة القيسية منه قلائد، فضحت الحليّ عن أتراب الخرائد، ونمنم (٥) فوشّى برودها، وروّض منها تهائمها ونجودها. وكان في شعرائها من سوابق ميدانها.

وممّن أحرز قصب رهانها، حسن توليد واختراع، وتنكيت وتجويد وإبداع. ثمّ امتدّ به أجله (٦)، وأنسأه في شأو الحياة مهله، حتّى تطلّع في سماء مجلس أمير المؤمنين بدرا، وتبوّأ منه بعلمه البارع محلّة ووكرا، فخلع على أهله من منمنم أمداحه خلعا، وابتدع من مليح قريضه بدعا، أصارت إليه منهم قلوبا، وأنالت من أكفّهم / مأمولا ومطلوبا. فمن قوله الذي لا حسن (٧) إلاّ وهو مخلوع عليه، ولا عنان يريع إلاّ


(١) له ترجمة في: زاد المسافر: ١٣٨ - المطرب لابن دحية: ٢٣٠ - التكملة ٥٧٠/ ٢ رقم ١٦١٣ ط. مدريد - المغرب ٤٤٨٨/ ١ - بغية الملتمس ٣٥٤ - صلة الصلة: ١١٤ (نسخة مرقونة) - وفيات الأعيان ١٤٣/ ٣ - نكت الهميان ١٨٧ - الإحاطة ٤٧٧/ ٣ - غاية النهاية ٣٧١/ ١ - الديباج: ١٥٠.
(٢) ما بين القوسين زيادة ليستقيم بها النص.
(٣) في الأصل أ: ابن الدسمة.
(٤) في الأصل أ: من بدع وشا.
(٥) في الأصل أ: ونمنم وشى برودها.
(٦) في الأصل أ: طيله.
(٧) في الأصل أ: ولا أحسن.

<<  <   >  >>