للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ونالها على الكمال والتمام بسببه. ومن شعره (١) : [طويل]

بلنسية بيني عن القلب سلوة … فإنّك روض لا أحنّ لزهرك

وكيف يحبّ المرء دارا تقسّمت … على صارمي جوع وقتلة (٢) مشرك /

قال الفقيه أبو البحر صفوان بن إدريس في كتابه المسمّى بزاد المسافر، وقد ذكر الكاتب أبا عبد الله بن عياش: اجتمعت به ليلة بمراكش، فقال ابن عياش مرتجلا (٣): [بسيط]

وليلة من ليالي الصّفح (٤) قد جمعت … إخوان صدق، ووصل الدّهر مختلس

كانوا على سنّة الأيّام قد بعدوا … فألّفت شملهم (٥) لو ساعد الغلس

وله من قصيدة (٦):

أشفارها أم صارم الحجّاج … وجفونها أم فتنة الحلاّج

فإذا نظرت لأرضها وسمائها … لم تلف غير أسنّة وزجاج

وأدبه كثير، ومنصبه شهير.

ووصفه الأديب أبو عبد الله بن مرج الكحل في صدر كتابه الذي جمع فيه شعره، وطرّزه باسم الكاتب أبي عبد الله المذكور، بعد أن قال: ولمّا جنيت ثمر الانقطاع والانحياش، من الرّئيس الأوحد أبي عبد الله بن عيّاش. جمعت شتاته، ووصلت بتاته، فرسمته باسمه، ووسمته بوسمه، وعوّذتها من نفثات المتعسّفين بسور كرمه، وأمّنتها نقد المنتقدين في فناء حرمه، على أنّي ما نظمت إلاّ منثوره، ولا ضمّنت إلاّ حكمه المأثورة، عرفت فاعترفت، ونلت حين وردت بحره فاغترفت.


(١) البيتان في: زاد المسافر ١٣٦ - والاحاطة ٤٨٥/ ٢.
(٢) في زاد المسافر، والاحاطة: فتنة مشرك.
(٣) راجع زاد المسافر: ١٣٦ - والاحاطة ٤٨٥/ ٢ نقلا عن ابن خميس في أعلام مالقة.
(٤) في الأصل أ: الصبح / والتصحيح من زاد المسافر.
(٥) في الاحاطة: فألفت بينهم لو
(٦) البيتان في الاحاطة ٤٨٥/ ٢ - وزاد المسافر.

<<  <   >  >>