أبيني يا منون لنا السّؤالا … وبالحقّ انطقي ودع الجدالا
لقد أشعرتنا بذهاب عيش … وما نلنا من الدّنيا منالا
فكم ذا نشتكيك ولم تحنّي … كأن لم تسمعي قيلا وقالا
علام أدلتنا نعمى ببؤسى … فغمّ بما نعمنا الدّهر بالا
وحكّمت النّوائب في البرايا … فلم تبق النّساء ولا الرّجالا
ولم ترث لحزبهم فمهما … حللت بهم شددت لهم عقالا
ومنها:
قتلت العالمين بلا سلاح … وعطّلت الأسنّة والنّصالا
وقد غادرت أهل الأرض صرعى … ولا زرقا بعثت ولا نبالا
وقد كنّا نعدّ لك العوالي … لو انّك كنت أبديت القتالا
وإن قتل الأنام غدا حراما … فقد صيّرت قتلهم حلالا
ومنها:
فمن هذا الذي يرجو حياة … يسرّ بها، وسوف تسوء حالا
إذا فكّرت ليلا أو نهارا … وجدت حقيقة الدّنيا محالا
إن اعتزّت سيغشاها هوان … أو اعتلّت ستنتقل انتقالا
وليس رشادها إلاّ سفاها … وليس لها هدى إلاّ ضلالا
وما أعطت لطالبها اختيارا … ولا بقّت لعاشقها وصالا
وكم هدمت لعامرها بناء … وكم قطّت لواصلها حبالا
ومنها:
بنو الدّنيا حياتهم نيام … فإن زاروك فاحسبهم خيالا
وكلّ رزيّة فيها عزاء … لرزء عارض هدّ الجبالا
ومنها:
على فقد التي لمّا استقلّت … تغيّر كلّ عزّ واستحالا
فآثر عقد جيد الدّهر لمّا … أصيب بها، ولم يرض الجدالا