للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والله ما أدري، إذا لم (١) يأتني … منه الذي أرجو إلى من أرجع

قال أبو العباس: وأنشدني أبو القاسم يوما ارتجالا: [متقارب]

إليكم تناهى العلى والكلام … ومنكم يكسب حسن النّظام

وما زال مجدكم باهرا … يقرّ بذاك جميع الأنام

فإن قمتم أنتم أنتم … وإن لم تقوموا فأنتم كرام

وشكري على ذا، وذا دائم … ونفسي تحبّكم والسّلام

ومن شعره يرثي أبا محمد بن أبي العباس: [كامل]

يا باكيا لفقيده يتوجّع … نهنه دموعا، قد تشكّى المدمع

رفقا فليس الحزن يرجع فائتا … هذا محال، فائت لا يرجع (٢)

هذا الزّمان كما عهدت فعاله … طورا يفرّقنا وطورا يجمع

إن سرّ يوما ساء حولا كاملا … وإذا يجود فما به مستمتع

للموت يخلق كلّ حيّ ناطق … فعلام يرهب، أو لماذا يجزع

والموت يفترس الشّجاع وضدّه … والموت يصرعنا، فبئس (٣) المصرع

والموت يفترس الفتاة بخدرها … لا مهرب منه (٤) ولا متمنّع

يا موت كم فرّقت من جمع وكم … صيّرت من عين لفعلك تهمع

فرّقت شمل المجد بعد انتظامه … فالمجد باك نائح يتوجّع

مات الذي ذهب العلى بذهابه … مات التّقيّ اللّوذعيّ الأورع

من للمعارف والعوارف والنّدى … من ذا إلى طرق السّيادة يسرع

من ذا ينير لنا إذا خطب دجا … من ذا يدافع، والحوادث وقّع /

من للعلوم يقودها بزمامها … من للفصاحة، والمجالس طلّع

من للوفا بالعهد يعمر ربعه … وزمان ربع الودّ قفر بلقع


(١) في الأصل أ: … اذا ما يأتني.
(٢) في الأصل أ: فائت مترجع.
(٣) في الأصل أ: بئس.
(٤) في الأصل أ: لا مهرب عنه.

<<  <   >  >>