للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذا ذكرت فأنفاس مصعّدة … كأنّ ذاكرك الملهوف مهجور (١)

من المؤمّل، أما ذو الدّنى فله … شغل وذو الدّين في دنياه مقهور

وكنت في ذين مضّاء العزائم قد … أصاب كلّ عسير منك تيسير

ما كنت كالنّاس لكن إن يقل بشر … ففضّة قد حكاها اللّون قزدير

لو كان صفوك للماء القراح لما … بدا بصفحيه للورّاد تكدير

أو كان عندك (٢) للسّيف الحسام لما … بدا به من قراع الهند تأثير

أو كان جودك في زهر الرّياض لما … حمى جنى الورد من شوك سنانير

بنى لك الله بين الخلق منزلة … لها العلاء أساس والتّقى سور

يا مخلصا وضع الله القبول له … حتّى استوى منه منهيّ ومأمور

لو بعض حبّك بين الخلق كلّهم … مقسّم لم يكن في النّاس مهجور

ما زلت تحسن حتّى في الممات فقد … أصبحت والكلّ منّا فيك مأجور

أقمت بالعدوة القصوى وأنفسنا … لها من الذّعر تسبيح وتكبير

حليف حصرين إمّا من سيوف عدى … محصّر، ومن الأمراض محصور

وكلّ ذلك إن حقّقته عرض … قد انقضى، وهو عند الله مذخور

جرت ودائرة الأفلاك تحسرها … في اليمّ تحملك الفلك المواخير

ومن لها بك بدر لو تسير به … لم يعقب الشّمس في الأفلاك ديجور

لو يعلم الفلك ما يحويه من كرم … لم تستطع سيره الفتخ الكواسير

سلّت عليك ضلوع منه فانتفضت … حزنا، وفارق جنبيه الدّساتير

وقد بدا منه إشعار، فمن وله … أنينه وهو عند الله تصوير

وكنت مجتمع البحرين فاجتمعت … ثلاثة هي في الأرض (٣) المشاهير

فاثنان ماؤهما ملح لشاربه … وثالث منه ماء المزن معصور

عذب يفيض على العافي عوارفه … درّا، وكلّ نوال البحر منزور


(١) في الأصل أ: الملهف مهبور.
(٢) في الأصل أ: عذبك السيف
(٣) في الأصل أ: ثلاثة في الارض هي المشاهير.

<<  <   >  >>