وأَخَذَ حَجَرًا مِنْ الصَّفَا، وَحَجَرًا من المَرْوَةِ فَبَنى عَلَيْه فَسَمَّاه الصَّفَا والمَرْوَةِ؛ وكَانَتْ تَعبُدُهُ غَطَفَانُ وَمَن يَليهَا، فَأَغَارَ زهَيْر بن جَنَابٍ في الجَاهِلِيَّةِ على بِلَادِ عَطَفَانَ، فَهَدَمَ البَيْتَ وما حَوْلَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَبِيَّ ﷺ فَقَالَ: "لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنْ أَمرِ الجَاهِلِيَّةِ وافَقَ الإِسْلَامَ إِلَّا ما صَنَعَ زُهَيْرُ بن جَنَابٍ".
وقالَ مسَاوِر بنُ هِنْدٍ:
ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ في دَارِ بَرْزٍ … تُرَجِّي نَائِلًا عِنْدَ الوَلِيدِ
فَلَا يُرْجَى النجاحُ بدَارِ بَرْزٍ … وَلَكِنْ إِنْ نَجَوْتِ فَلا تَعُودِي
فَإِنْ زَهِدَ الوَلِيدُ كَمَا زَعَمْتُم … فَمَا وَرِثَ الزَهَادَةَ مِن بَعِيدِ
فَقَالَ لَهُ عَبْدُ المَلِكِ: "أَمِنَّا أَمْ مِنْكُم؟ قَالَ: بَلْ مِنَّا يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ".
قَالَ هِشَامٌ: لَيْسَ في العَرَبِ أَبخَلُ مِنْ بَني الحَارِثِ بن كَعْبٍ، في بني عَبْسٍ.
قَالَ: دَخَلَ مَسْعُودُ بن بَشِير بن خِراشٍ على قُتَيْبَةَ بن مُسْلِم بِخُرَاسَانَ، وَمَعَهُ الحُضَيْنُ بن المُنْذِرِ، شَيْخٌ كَبِيرٌ مُعْتَمٌ بِعِمَامَةٍ؛ فَقالَ لَهُ مَسْعُودُ: مَنْ هَذِهِ العَجُوزُ المُعْتَمَّةُ عِنْدَ الأَمِيرِ؟
قَالَ: بَخٍ، هَذَا حُضَينُ بن المُنْذِر.
فَقَالَ حُضَينُ: مَنْ هَذا أَيُّهَا الأَمِير؟
فَقَالَ: هَذَا مَسْعُودُ بن خِرَاشٍ العَبْسيُّ.
فَقَالَ حُضَيْنُ: أَنَا واللهِ مِمَّنْ لَمْ يَسدْ قَوْمَهُ في الجَاهِليَّةِ عَبْدٌ حُبَشيُّ، ولا في الإسْلَامِ امرَأةٌ بَغيُّ، يُرِيدُ أُمُّ الوَلِيدِ، وسُلَيمان. قَالَ فَسَكَتَ عَنْهُ ابنُ خِرَاشٍ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute