للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: بَلغَ الحَجَّاجَ أن يَحْيَى بن يَعْمَر يَقولُ: إِنَّ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ ابنا رَسُولِ اللهِ ؛ فَكَتَبَ إلى قُتَيْبَةَ بن مُسْلِمٍ أَنْ وَجِّهْ إِلَيَّ يَحيى بن يَعْمَرَ؛ فَدَعَاهُ قُتَيْبَةُ في اللَّيلِ فَقالَ لَهُ: إِنَّ الحَجَّاجَ كَتَبَ إِليَّ أَنْ أُوَجهكَ إليهِ، وقَلَّ ما كَتَبَ في رَجُلٍ بِمِثْلِ هَذَا الكِتَابِ إِلّا قَتَلَهُ، فَإِذا خَرَجْتَ مِنْ عِنِدى فَلَا أَرَيَنَّكَ.

قَالَ: لَا، بَلْ احْمِلْنِي إِليهِ.

قَالَ: قُتَيْبَةُ: إِنَّهُ قَاتِلُكَ إِذًا؛ قَالَ: احْمِلْنِي إليهِ.

فَحَمَلَهُ على البَريدِ، فَلَمَّا صَارَ بِبَابِ الحَجَّاجِ، أُخْبِرَ الْحَجَّاجُ أَنَّ يَحيى بن يَعْمَرَ بالبَابِ؛ فَدَعَا بِمُصْحَفٍ بَين يَدَيْهِ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ، فَقَالَ: أَنْتَ القَائِلُ إِنَّ الحَسَنَ والحُسَيْنَ ابنا رَسولِ اللهِ ؛ قَالَ: نَعَم.

قَالَ الحَجَّاجُ: لَتُخْرِجَنَّهُ مِن هَذا المُصْحَفِ أَو لَأَقْتُلَنَّكَ. قَالَ: فَصَفَّحَ يَحْيَى بن يَعْمَر في المُصحف حَتى بَلَغَ ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٨٤) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ … (٨٥)[الأنعام].

قَالَ: فَاخْبِرْنِي أليسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ عِيسى ابنَهُ وَلَا أَبَ لَهُ، وَإِنَّمَا هُوَ ابْنُ بِنْتٍ.

قَالَ: صَدقْتَ، الْحَقْ بِعَمَلِكَ. فَرَدَّهُ إِلى خُرَاسَانَ.

سَعْدُ مَنَاةَ بن مَالِكِ بن أَعْصُر بن سَعْدِ بن قَيْسِ عَيْلَانَ (١)؛ أُمُّهُ بَاهِلَةُ بِنْتُ صَعْبِ بن سَعْدِ العَشِيرَةِ؛ وأَوْدُ بَطن؛ وَجَاوَةُ، بَطْن، ابني مَعْن بن مَالِكِ بن أَعْصُر؛ وأُمُّهُما بَاهِلَةُ.


(١) في المطبوعتين: "قيس بن عيلان" والمثبت لدى ابن حزم، ص ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>