هذا الحديث أصل في وصول ثواب الصدقة عن الميت، فهو من أدلة مسألة انتفاع الأموات بسعي الأحياء، فيكون الحديث مخصصًا لقوله تعالى: ﴿وَأَنْ لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (٣٩)﴾ [النجم: ٣٩]، وقد يقال: إن انتفاع الإنسان بمال غيره أو عمله أوسع من استحقاقه وملكه، فلا يكون هناك تخصيص، وعليه فلا يكون في الآية تخصيص.
وفي الحديث فوائد؛ منها:
١ - استحباب الصدقة عن الوالدين.
٢ - أن أجر الصدقة عن الميت للميت، وللمتصدِّق عنه أجر الإحسان.
٣ - أن الوصية لا تثبت بمجرد النية، وإنما تثبت بالكلام.
٤ - أن التسويف في العمل الصالح سبب للفوت.
٥ - العمل بالظن المستند إلى دليل.
٦ - مشروعية الإشهاد على الصدقة الجارية؛ لقول الرجل -وهو سعد بن عبادة - في بعض روايات الحديث للنبي ﷺ:«أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطِيَ المِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا»(١).
٧ - فضيلة سعد بن عبادة لبره بأمه.
٨ - الذي ذكر أنه سعد هو ابن عبد البر، كما في الفتح.