للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليهما فلامهما، ثم أقبل عليَّ فقال: هُدِيتَ لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -. رواه الخمسة إلا الترمذي (١)، وقال الدارقطني: هو حديث صحيح.

وعن ابن عباس قال: أخبرني أبو طلحة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع بين الحج والعمرة. رواه أحمد وابن ماجه (٢)، وفيه حجاج بن أرطاة.

وعن أبي قتادة قال: إنما جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الحج والعمرة؛ لأنه علم أنه ليس بحاجٍّ بعدَها. رواه الدارقطني (٣).

وكلُّ من روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تمتَّع فإنه لا يخالف هذا، فإن الروايات قد اتفقت على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يَحِلَّ من إحرامه لأجل الهدْي الذي ساقه؛ فعُلِم أنه ليس المقصود بذلك أنه حلَّ من إحرامه.

والمتعة اسم جامع للعمرة في أشهر الحج، فمن اعتمر في أشهر الحج قبل حجته أو مع حجته فإنه يسمَّى متمتعًا، كما تقدم ذكره في هذه الأحاديث


(١) رواه أحمد (٨٣، ١٦٩، ٢٢٧، ٢٥٤) وأبو داود (١٧٩٩) والنسائي (٢٧١٩ - ٢٧٢١)، وابن ماجه (٢٩٧٠) من طرق عن شقيق بن سلمة عن الصُبَي بن معبد. والحديث صححه ابن خزيمة (٣٠٦٩) وابن حبان (٣٩١٠) والدارقطني في «العلل» (١٩٢).
(٢) أحمد (١٦٣٤٦/ ١) وابن ماجه (٢٩٧١)، وحجاج بن أرطاة فيه لين، ولكن للحديث طريق آخر من رواية أنس عن أبي طلحة عند الطبراني في «الكبير» (٤٧٠٦)، وفيه ضعف أيضًا. والحديث صحيح بشواهده.
(٣) في «سننه» (٢/ ٢٨٨) والحاكم (١/ ٤٧٢) عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه. قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين». وروي عن عبد الله بن أبي قتادة مُرسلًا كما في «جزء حديث ابن عيينة» لزكريا المروزي (٢٧). ورجّح هذه الرواية المرسلةَ ابنُ عدي في «الكامل» (٧/ ٢٧٤) والدارقطني في «العلل» (١٠٣٠).