للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المشهدين من خلال عشر سنوات خُتِمَتْ بالمشهد الأول، وأكثر من عشرين سنة (١) من الحرب الضروس لم تكن فيها أسلحة أو وسائل محرمة من قبل عدوه، ختمت بالمشهد الثاني، وفي كلٍّ كان - صلى الله عليه وسلم - رحمة مهداة يحمل بيده وشماله وعقله وقلبه ومنهجه ورسالته مشعل السلام لكل البشر فجزاه الله عنّا وعن البشرية خير ما جزى نبياً عن أمته.

[شِعبُ أبي طالب]

الشِّعْبُ في اللغة بكسر الشين ما انفرج بين الجبلين، والجمع شِعاب.

وشعبُ أبي طالب، أو شعبُ بني هاشم، يطلق عليه ذلك؛ لأن منازل بني هاشم كانت هناك، ولهذا أيضاً يسمّى شعبَ عليّ؛ لأن منزل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه تقع في شِعب أبيه وأبناء عمومته.

وفي هذا الشعب ما يعرف بالمولد النبويّ الشريف، وهي الدار التي وُلد فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقع في فم الشِّعب. ولقد بنت الخيزران أم هارون الرشيد العباسي رحمها الله مسجداً في موضع هذا الدار، لكن هدم، ثم بنى الشيخ عباس قطان سنة ١٣٧٠ هـ/١٩٥٠ م من ماله الخاص مكتبة عامة فوق أرض تلك الدار المباركة (٢).

هذه الدار تقع في الجهة الشرقية من الساحة الشرقية للمسجد الحرام، وبالضبط أمام الساحات التي تقابل أبواب المسعى باتجاه القصر المشاد هناك، حيث يقع القصر عن يمينك، وأبواب المسعى خلفك، وما صار يعرف بمكتبة مكة المكرمة عن يسارك.

قال الدكتور محمد إلياس عبد الغني: «ويأتي هذا الشِّعْبُ من بين جبل أبي قُبَيْس عن يساره والخنادم عن يمينه، فيصبُّ في بطحاء مكة فيما يعرف بسوق الليل


(١) فتح مكة كان في السنة الثامنة من الهجرة، وظل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو قومه في مكة ثلاث عشرة سنة.
(٢) المرجع المذكور صـ ١٢٣.

<<  <   >  >>