للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولأن ستين رحمة من أصل مائة رحمة تنزل على البيت تختص بالطائفين، بينما المصلون هناك ينالهم منها عشرون رحمة ومثلها من نصيب الناظرين.

الركن السادس: ترتيب معظم الأركان بأن يقدم الإحرام على الجميع، ويقدّمَ الوقوف على طواف الإفاضة، وركنِ الحلقِ والتقصيرِ. ولا بد من تقديم الطواف على السعي إن لم يكن قد سعى بعد طواف القدوم.

دليل هذا اتّباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خطواته المباركة في حجة الوداع.

فهذه هي الأركان التي يقوم عليها بنيان الحج الشامخ، وهي ذاتها

ـ باستثناء الوقوف بعرفة (١) ـ أركان العمرة التي يدخل بها المسلم محرماً إلى مكة لشموله الأدلة السابقة لها، لذلك قال العلامة العمريطي:

وكلّها غير الوقوف تعتبرْ ... أركان كلَّ عمرة بها عتمرْ

فالعمرة لها أركان خمسة هي عين ما ذكر في الحج، نذكر منها الإحرام (٢)، وهو نية الدخول في نُسكها، وصفته فيها كصفته في الحج من حيث استحباب الغسل للإحرام، والتطيُّب، والتنظيف، والتلبية.


= ولأن الحج لا يفوت إلّا بفواته ثم لم يرد غفران الذنوب في شيء كالذي ورد في الوقوف بعرفة. انظر مغني المحتاج .. للعلامة الشربيني جـ (١) صـ ٤٩٣.
(١) أيضاً يستثنى الركن الخامس للحج وهو الترتيب؛ لأن معنى الترتيب في الحج هو ترتيب معظم الأركان وفق ما سبق بيانه، بينما الترتيب في العمرة يقصد به ترتيب جميع الأركان.
(٢) قال العلامة ابن حجر الهتمي في حاشيته على شرح الإيضاح صـ ٤٢٥: مرّ أن المعتمد إذا اغتسل للإحرام من نحو التنعيم كفاه عن غسل دخول مكة».

<<  <   >  >>