مزارات مكة تطلق ويراد بها المواطن التي صلّى أو نزل فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وربما نزلت فيها آيات، أو حدثت معه فيها أحداث، لذلك استحب العلماء متابعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأرض التي يعرّج عليها، أو الفعل الذي يؤديه عندها رجاء البركة، وابتغاء المتابعة والأدلة على ذلك كثيرة استقصيتها في كتاب «حَرَمُ الحبِّ والسَّلام .. » فعد إليه فإنه مفيد. وفي هذه الدراسة المتواضعة ستحصل معرفة موثقة بالسيرة النبوية وفق كل مزار، وما يدور حول هذه المزارات من آيات وأبحاث، حتى نتمكن من قراءة سيرة كل موضع ونحن نرسم لها في مخيلتنا صورة حقيقية، مستفيدين من عبرها.
ومن أبرز مزارات مكة غار ثور، وغار حراء، وشعب علي، ودار الأرقم وغير ذلك.
[غار ثور]
يقع في جبل ثور، وهو في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام على بعد (٤) كم منه، وعلى ارتفاع (٧٤٨) متراً عن سطح البحر، و (٤٥٨) متراً من سفح الجبل.
والغار في اللغة ثقب في الجبل، وهو كذلك إذ نراه صخرة مجوفة أشبه بسفينة صغيرة ظهرها إلى أعلى، في ارتفاع أقصاه ١.٢٥ م، وأقصى طوله وعرضه ٣.٥×٣.٥.
للغار فتحتان: فتحة في ناحية الغرب وهي التي دخل منها النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. قبل القرن التاسع الهجري كان الشخص يدخل منها زاحفاً، لكن بعد التاريخ المذكور