للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تمت توسعة الفتحة، ثم تلتها توسعة أخرى في نهاية القرن الثالث عشر الهجري وأقصى ما وصل إليه ارتفاعها متر واحد مع الدرج المنحوت بأسفلها.

أما الفتحة الأخرى فهي في جهة الشرق، وهي أوسع من الأولى. يقال: إنها مستحدثة ليسهل على الناس الدخول إلى الغار من باب، والخروج من باب آخر؛ لأن المسافة بين الفتحتين قصيرة جداً لا تتجاوز ثلاثة أمتار وخمسين سنتيمتراً.

الصعود إلى الغار يستغرق قرابة ساعة ونصف، مما يدل على أنه كما قال من صعده وكتب عنه صعب المرتقى (١).

غار ثور ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِن اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٤٠)} [التوبة: ٤٠].

والآية هذه تلقي الضوء على حادثة هامة في تاريخ النبوة، رصدها البيان الإلهي، وفصَّلتها السنّة المشرّفة، ألا وهي حادثة الهجرة من مكة إلى المدينة، في ظل طلب مسعور من المشركين لشخص النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - حيَّاً أو ميتاً.

روى البخاريُّ في صحيحه من حديث عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت:

«(٢) .. .. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للمسلمين:

إني أُريتُ دار هجرتكم ذاتَ نخلٍ بين لابتين، وهما الحرَّتان. فهاجر من هاجر


(١) اُنظر «تاريخ مكة المكرمة قديماً وحديثاً» د. محمد إلياس عبد الغني.
(٢) الحديث طويل وقد اخترت لك خاتمته التي ترتبط ببحثنا، وهي ليست بالقصيرة.

<<  <   >  >>