للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* ومات أبوه صلّى الله عليه وسلّم وله سنتان، وقيل غير ذلك، ودفن بالأبواء على الراجح.

وكفلته أمه امنة، وماتت بالأبواء (محل بين مكة والمدينة) وتقدم نسبها من جهة الأب في أوّل الفصل. وأما نسبها من جهة الأم فهى بنت برّة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصى بن كلاب، فتلتقى هى وزوجها وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب: فى كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر، ويفترقان في ولد كلاب، فبرّة من ولد قصى بن كلاب، ثم من ولد عبد الدار، فهى قرشية عبدرية، وزوجها من ولد زهرة بن كلاب، فهو قرشى زهري.

ولما ولدت السوداء بنت زهرة بن كلاب، وهى عمة وهب أبى امنة، أرسل بها أبوها من يئدها، فخرج الوائد حتي أتي بها الحجون، فحفر لها ووضعها في حفرتها، فصاح صائح من الجبل: «يا وائد الصبية: ربّ فرس ردود، ومطعم يجود، فى السنة الجلمود، من الصبية الوئيد» فرفع رأسه فلم ير أحدا، فعاد لأن يئدها، فصاح به «يا وائد الصبية، امض ودعها عنك في البرية؛ إنّ لها علما في الأنسية» .

فرجع بها إلى أبيها فأخبره الخبر، فقال: دعها فإن لها شأنا. فعمّرت. وكانت تقول: يا بنى زهرة: إن فيكم لنذيرة، أو والدة نذير، فاعرضوا عليّ نساءكم.

فعرضن عليها حتّى مرت بها الشفّاء أم عبد الرحمن ابن عوف، فقالت: ليست بها، ولتلدنّ، فولدت عبد الرحمن. وعرضت عليها بنت عبد الحارث، أم عبد الله بن مسعود، فقالت: ليست بها، ولتلدنّ، فولدت عبد الله بن مسعود، وعرضت عليها هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة، فقالت: ليست بها، ولتلدن، فولدت حمزة وصفية والمقوّم بنى عبد المطلب، وعرضت عليها امنة بنت وهب، فقالت: إنها لنذيرة، ولتلدن نذيرا، فولدت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

ولم يتزوج عبد الله غير امنة لا قبلها ولا بعدها، كما أنها لم تتزوج بغير عبد الله لا قبله ولا بعده، ولم تلد غير النبي، فهو بكر أبويه صلّى الله عليه وسلّم.

ولمّا مات أبوه لم يترك له صلّى الله عليه وسلّم سوى جاريته أم أيمن (بركة الحبشية) مع أمه؛