للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمزيد عليه، ولذلك نهى مالك رحمه الله عن اتصال صيام ستة أيام من شوال برمضان، لئلا يعتقد أنها من رمضان «١» .

وخرّج أبو داود أنّ رجلا دخل إلى مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فصلّى الفرض، وقام ليصلى ركعتين، فقال له عمر بن الخطاب رضى الله عنه: «اجلس حتّى تفصل بين فرضك ونفلك؛ فبذا هلك من كان قبلنا» فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أصاب الله بك يا ابن الخطاب» «٢» . يريد عمر أنّ من قبلنا وصلوا النوافل بالفرائض فاعتقدوا الجميع واجبا، وذلك تغيير للشرائع، وهو حرام إجماعا. زاد بعضهم: ومن البدع المكروهة زخرفة المساجد وتزويق المصاحف. انتهى «٣»

ولكن قياسا على ما ذكره القليوبى من أن الاحتفال بالجنائز كان بدعة، ثم بعد أن دل على التعظيم صار مقبولا، فلا مانع أن يقاس عليه زخرفة المساجد والمصاحف، والمدار على النية وتحكيم الأحوال.

واعلم أنّ حكمنا على الزائد علي التسبيح بالكراهة إنما هو من حيث زيادته، فلا ينافى قول النووى وغيره إنه يثاب عليه، يعنى من حيث أنه ذكر، والله أعلم.

[ومباح:]

وهو ما تناولته الإباحة وقواعدها من الشريعة؛ كاتخاذ المناخل للدقيق، ففى الاثار «أول شيء أحدثه الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم اتخاذ المناخل»


(١) وفي الحديث: «باب المناهى من الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير» «نهى- أى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم- عن صيام يوم قبل رمضان؛ والأضحي؛ والفطر؛ وأيام التشريق، رواه البيهقى عن أبى هريرة، وفي حديث اخر: «نهى عن صوم يوم الفطر والنحر» رواه البخارى ومسلم عن عمر، وأبى سعيد. وروى الأربعة «إذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتّى رمضان، ومن مثل هذا نعرف أن أصحاب المذاهب لم يأتوا من عندهم بشيء، وإنما كله مأخوذ من السنة الشريفة، وأنه لا رأى لأحد منهم في دين الله، وإنما علينا نحن أن ننقب ونبحث، ولا نتهم أحدا منهم بريبة، كيف وهم السادة الذين شرفهم الله بحفظ دينه ورسالة نبيه صلّى الله عليه وسلّم؟!
(٢) رواه أبو داود، والطبراني، والحاكم عن أبى رمئة.
(٣) بل هى من علامات الساعة إذا كانت للمباهاة، كما قال عليه الصلاة والسلام: «لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد» رواه الإمام أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، والدارمى، وأبو يعلى، وابن حبان، والطبراني، والضياء المقدسى والبيهقى.