الحمد لله الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.
والصلاة والسلام على الطيّب المطيّب الذي أرسله الله رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا، وجعل سيرته العطرة خالدة أبد الدهر إلى يوم الدين.
ويعد..
فإن تاريخ الأمم هو تراثها الماضى الذى تستمد منه الإلهام والثقة في حاضرها، وتستشرف به مستقبلها؛ مقتفية الأثر، متجنبة الزلل، اخذة بالمثل العليا.
وما تاريخ الأمم إلا تاريخ رجالها الخالدين الذين غيّروا بأعمالهم وجه التاريخ وتركوا بصمات واضحة على جبين الإنسانية.
والرسل هم أعظم العظماء؛ بهم استنارت القلوب والعقول؛ بلّغوا رسالات السماء، وأخرجوا الإنسانية من ظلمات الجهل والجاهلية، وأرسوا أسس حضارات متميزة. مجدوا الفضيلة، وكانوا حربا على الرذيلة، ونادوا بارتقاء الإنسان عن الحيوانية، ورسموا له أسس حياة إنسانية راقية.
وسير الأنبياء والرسل، وقصصهم- من ادم عليه الصلاة والسلام إلى نبينا صلّى الله عليه وسلّم- فنّ إلهي تربوي، ورد في التوراة والإنجيل [قبل تبديلهما] ، وفي القران الكريم: بما أورده من سيرهم عظة وعبرة نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ [يوسف: ٣] ، ولا تكاد تخلو سورة من سور القران من سيرة رسول أو نبي، بل سميت سور بأسماء رسل وهى على ترتيبها في المصحف: يونس (١٠) ، وهود (١١) ، ويوسف (١٢) ، وإبراهيم (١٥) ، وطه (٢٠) ، ويس (٣٦) ، ومحمد (٤٧) ، ونوح (٧١) ، عليهم أفضل الصلاة والسلام.