(بضم القاف وفتلله المثنّاة الفوقية) ، وقيل «رقيقة»(بضم الراء وفتح القاف بعدها مثناة تحتية ثم قاف أخرى بعدها تاء تأنيث تقلب في الوقف هاء) تكني: أم قتال، وهى أخت ورقة بن نوفل رضى الله عنه، ويقال: إن التى عرضت عليه «ليلى العدوية» . والجمع ممكن لاحتمال أن يكون مرّ عليهن كلهن ودعوته؛ لما رأين من النور في وجهه، كما لا يخفي. والجمهور على أنها قتيلة.
[[زواج أبيه بأمه] :]
ولما أراد الله إظهار السر المصون الساري في الظهور والبطون من عالم الخفاء إلى عالم الظهور، ليتمّ بذلك كمال الصفا ومزيد السرور، ألهم عبد المطلب أن يذهب إلى وهب بن عبد مناف، وهو سيد بنى زهرة يومئذ نسبا وشرفا، فخطب منه ابنته امنة أفضل امرأة في قريش حسبا ونسبا وجمالا لولده عبد الله، فزوّجه إياها ودخل بها مكانه، فحملت برسول الله صلّى الله عليه وسلّم من ليلتها، ثم ذكر فاطمة الخثعمية وجمالها وما عرضت عليه ودعته نفسه؛ فأتاها فقال لها: هل لك فيما كنت عرضت علي وليس المراد أنها دعته إلي طلب الزنا والميل ألبتة، فقد علم انتفاء ذلك من قوله:«يحمى الكريم عرضه» ، وإنما المراد أن نفسه دعته ليختبر السبب الحامل لها على أن طلبت منه ما طلبت؛ مع جعل المائة من الإبل في ذلك الطلب. فقالت:
لا تطلبنّ الأمر إلا مقبلا ... قد كان ذاك مرة؛ فاليوم لا
فذهبت (أى الجملة) مثلا، أى سارت مثلا؛ وهو كلام شبّه مضربه بمورده؛ ويقال لكل من أذن له في شيء لنيل غرض منه، ففوّت المأذون له الغرض؛ فامتنع الاذن من تمكين المأذون له من فعل المأذون فيه. وقالت: أي شيء صنعت بعدي قال: وقعت على زوجتى امنة، فقالت: والله لست بصاحبة ريبة، ولكنى رأيت نور النبوة في وجهك فأردت أن يكون ذلك فيّ، فأبى الله إلا أن يجعله حيث جعله.
فكان يرضى الخلّاق، ويتمسك بمكارم الأخلاق، ويدل على ذلك كله، واستمرار التوحيد في ذرية إبراهيم وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ [إبراهيم: ٣٥] فقد تحققت دعوته لا سيما في اباء النبى صلّى الله عليه وسلّم:
حفظ الإله كرامة لمحمد ... اباءه الأمجاد صونا لاسمه
تركوا السفاح فلم يصبهم عاره ... من ادم وإلى أبيه وأمه