الأرض ويحفظاه من عدوه، فنزلا، فكان جبريل عند رأسه وميكائيل عند رجليه.
وأنشد علي بن أبى طالب رضى الله عنه قصة مبيته على فراش رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال:
وقيت بنفسى خير من وطئ الثرى ... ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول إله خاف أن يمكروا به ... فنجّاه ذو الطّول الإله من المكر
وبات رسول الله في الغار امنا ... موقّى وفي حفظ الإله وفي ستر
وبتّ أراعيهم وما يثبتوننى ... وقد وطّنت نفسى عن القتل والأسر
وخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرصدوا له، وقد أخذ الله على أبصارهم، فلم يره أحد، ونثر عيي رؤسهم كلهم ترابا في يده وهو يتلو يس إلى قوله تعالى:
فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ [يس: ٩] كما قيل:
وقريش إذ عزم الرحيل مهاجرا ... ملأوا المسالك راصدا ومشاجرا
فمضى لحاجته ولم ير حاجرا ... والقوم يقظى والبصائر نوّم
نثر التراب علي رؤوس الحسّد ... وسري وقد وقفوا له بالمرصد
قولوا لأعمى العين مغلول اليد ... أنف الشّقي ببعض أحمد مرغم
ثم انصرف حيث أراد، فأتاهم ات ممن لم يكن معهم، فقال: ما تنتظرون هنا؟ قالوا: محمدا، قال: قد خيّبكم الله، والله قد خرج محمد عليكم ما ترك منكم رجلا إلا وضع عليه ترابا وانطلق لحاجته، فما ترون ما بكم!» فوضع كل رجل يده علي رأسه فإذا عليه تراب.
فقال أبو بكر: الصحبة بأبى أنت وأمى يا رسول الله. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: