للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثالث

إخبار النصارى به - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والمصادر التى اعتمد عليها «وات»

ونذكر شيئًا مما ورد في السنة عن النصارى في البشارة به، لنعود به إلى منهجنا في ذكر ما ورد في القرآن الكريم، ومقارنة ذلك وتحليله لنستكمل بكل جزئية ما أخذنا به أنفسنا من دراسة السيرة:

١ - وأول ما نبدأ به لطرافته مع الاختصار قصة سلمان الفارسي - رضي الله عنه - فقد أخبر - رضي الله عنه - في قصة إسلامه الطويلة أن راهب النصارى في عمورية عندما حضرته الوفاة طلب منه سلمان أن يوصيه، فقال الراهب: أي بني والله ما أعلمه بقى أحد على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه، ولكن أظلك زمان نبي يبعث من الحرم، بين كتفيه خاتم النبوة، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فإن استطعت أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل فإنه قد أظلك زمانه". ثم قص سلمان خبر قدومه إلى المدينة واسترقاقه، ولقائه برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين الهجرة، وإهدائه له طعامًا على أنه صدقة فلم يأكل منه الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثم إهدائه له طعامًا على أنه هدية وأكل منه، ثم رؤيته خاتم النبوة بين كتفيه، وإسلامه على إثر ذلك. (١)


(١) إسناده حسن، وهو عند ابن إسحاق (ابن هشام ١٣٨ - /١، ومسند أحمد (٤٤١ - ٤٤٤/ ٥)، وطبقات ابن سعد (٧٥ - ٨٠/ ٤)، والحاكم في المستدرك (١٦/ ٢)، وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وأما البخاري فقد ذكره عند أمره سلمان أن يفك نفسه من الرق بالمكاتبة (الفتح) (٢٨٠/ ٩)، ك البيوع / ب، شراء المملوك من الحربي، وقد ذكره د. أكرم العمري "السيرة النبوية الصحيحة" (١٢١ - ١٢٢/ ١)، وسقط منه بعد: ولكنه أظلك زمان نبي، وهو مبعوث بدين إبراهيم - عليه السلام -، يخرج بأرض العرب، وكذا ذكره مهدي رزق الله "السيرة النبوية" (١٤٢)، وغيرهم.

<<  <   >  >>