العلامات، وأخذت تبحث عنها حتى تميزتها في رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (١).
ألم تطبق من قبل ومن بعد المنهج المادي على مثل هذه الأحداث التي تريد نفيها، وبها تنفى نبوة الرسول، وكمالها وجلالها وجلال رسالة الرب سبحانه وتعالى، فتأتى هنا وتثبتها وما تريد إلا أن تخفي من طرف خبيث صفاته وأخلاقه وشيمه وكمالاته التي لا توجد في مثله حتى حملت خديجة على طلب الزواج منه فتخفيها بأمور روحية أنت تنفيها من أصلها، ثم بعد ذلك تعاود الكرة لتنفى هذه أيضا مرة أخرى كما طمستها من قبل فيتم لك الأمران لا أخلاق، ولا نبوة، وإنما هو مشروع عربي إصلاحي، الدين عنصر من عناصره، وهو ديدنك في كتاباتك كافة، إن المرء ليضرب كفًا بكف لمثل هذا، وأعجب منه أن يصدقه أحد للأسف ظانًا منه أنه وأمثاله من منصفي المستشرقين، بل إن الاستشراق لم يصنع أو يولد للإنصاف بل لمحاربة الإسلام، فأنى ينصفون، ومدّعو الإنصاف والحياد والعلمية منهم أخبثهم وأمعنهم تضليلاً وأشدهم فسادًا وإفسادًا في الدين والعقل والفكر، لم تغز أراضى الإسلام إلا بهم، ولكنها لم تغز بالشتّامين الوقحين منهم لأن ذلك منهم حاجز يحجب عنهم قبول الناس لكلامهم.
المبحث التاسع
مشاركته في بناء الكعبة ووضع الحجر الأسود
وهذا المبحث من سيرته المشرفة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نسوقه لأمرين:
الأول: هو ارتضاء قريش كلها لتحكيمه ورأيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قبل البعثة وقد كانوا يسمونه الأمين مع ذكر أمانة الرسل في القرآن الكريم، ومقارنة ذلك بحال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو منهجنا في عرض السيرة ومقارنتها.