للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الخامس

حادثه شق الصدر

ونبدأ بحادث شق الصدر تكملة للسياق الذي سرنا عليه فنبدأ بذكر ما وقع في بادية بني سعد حيث كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مسترضعًا، وإن كنا قد ذكرنا في بحث الثناء عليه من قبل شرح قوله سبحانه {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١)} (لم أجد هذا الشرح) وخضنا فيه شيئًا ما يليق بجلال الحدث، مع جلالة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ومن ثم نقتصر هنا على السنة الشريفة الواردة في هذا المقام في تلك السني الأولى من عمره الشريف مع ما يحيط بها مما يجب ويلزم البحث فيه، ويتوافق مع منهجنا الجديد الذي أسسنا عليه بحثنا في سيرة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأشرنا إليه من قبل. (١)

وقعت للرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو في بادية بني سعد حادثة شق الصدر (٢)، وسنذكرها بنصها هنا، وإن كان "وات" قد ذكر نص ابن إسحاق بأطول من ذلك لحاجة في نفسه سنشير إليها إن شاء الله تعالى أما نص ابن كثير فيقول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر، فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا، ولم نأخذ معنا زادًا، فقلت يا أخي اذهب فائتنا بزاد من عند أمنا، فانطلق أخي ومكثت عند البهم، فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ فقال: نعم! فأقبلا يبتدراني، فأخذاني فبطحاني للقفا، فشقا بطني، ثم


(١) عند تفسير سورة الشرح بالفصل الأول.
(٢) كما جاء صريحًا في رواية أبي نعيم عند ابن كثير، البداية والنهاية (٢٩٢/ ٢)، وقال عنه الإمام الذهبي في سيرته، (٤٨) "وهو صحيح"، مهدي رزق الله، السيرة النبوية، (١١٦ - ١١٧).

<<  <   >  >>