للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني

إرهاصات النبوة الواردة في السنة المشرفة

حيث نذكر شيئًا منها ..

١ - روى ابن إسحاق في ضمن ما أخبر به اليهود برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يهوديًا كان من جيران بني عبد الأشهل - من الأنصار - حدثهم عن البعث والجزاء فاستنكروا ذلك، وطالبوه بآية عليه، فقال: نبي مبعوث من نحو هذه البلاد، وأشار بيديه جهة مكة واليمن، فقالوا: ومتى تراه؟ فنظر إلى سلمة بن سلامة بن وقش وكان أحدثهم سناً، فقال: إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه، فما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله محمدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (١).

٢ - ونذكر هذه القصة لحبر آخر من أحبار اليهود، ونسردها كلها لما تحتويه من الأمور المهمة التي تظهر صدق الرسالة، وفي نفس الوقت الرد على شبهات المستشرقين والمبشرين والدجالين، تاركين موضع الاستدلال والاعتبار لحروفها ومعانيها، وقد ذكر أيضًا ابن اسحاق في السيرة أنها كانت من أسباب إسلام "ثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية، وأسد


(١) ابن هشام "السيرة النبوية" (٢٧٠/ ١) وسنده حسن، حيث صرح ابن اسحاق بالتحديث، وقد رواه غير واحد من طريقه، مثل: أحمد (٤٦٧/ ٣)، والهيثمي "مجمع الزوائد" (٢٣٠/ ٨)، والبيهقي "دلائل النبوة" (٧٨ - ٧٩/ ٢)، وهو في سيرة الذهبي (٧٤)، وقد صحح الخبر كل هؤلاء وغيرهم، وقد نقله د. مهدي رزق الله "السيرة النبوية" (١٤٢ - ١٤٣) كما قدمنا. وانظر محمد بن رزق طرهوني "السيرة الذهبية (٢٣٨ - ٢٣٩/ ١).

<<  <   >  >>