للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويفترض، نعم صحيح، ولكن في تاريخه الذي نسجه من وحى شياطينه.

والجزء الأخير الذي لابد من ذكره في زواج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من خديجة، كما ذكره "وات"، هو قوله: فإن لدينا الكثير من الأسباب التي تجعلنا نعتقد أن خديجة رضي الله عنها قد أدركت بعضًا من قدرات محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الروحية، وأنها انجذبت إليها.

ونقول: بعيدًا عن قدراته الروحية - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فهذه آيات أخرى ذكرنا شيئًا منها نقلاً عن كُتَّاب السيرة، ومصادرها، وسنذكر غيضًا من فيض في الباقي من البحث إن شاء الله .. ولكن العجيب أن "وات" يتكلم عن القدرات الروحية التي نفاها فيما سقنا من قصص في شق الصدر وإظلال الغمامة، وحديث بحيرى الراهب، وأنه بعد لم يكن قد بدأ التحنث والتعبد في غار حراء حتى نقول قد حصل شيئًا روحيًا من تلك الخلوات والرياضات النفسية والتأملات الروحية والأفكار العقلية، فما الذي قلب عقله فجأة ليثبت للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قدرات روحية جاذبة، خاصةً أنه لا يؤمن بالوحي للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وإنما بمخزون اللبيدو الذي ادعاه، ولم يذكرنا كعادته بالاحتمالات التي حصل بها هذه القدرات الروحية في تلك المرحلة المبكرة من سني عمره الشريف - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولم يبين لنا بربما ومن الممكن ويحتمل وغيرها كيف راقبت خديجة هذه القدرات الروحية، كيف تتبعت محمدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سفرًا وحضرًا في دروب مكة وأنديتها حتى اكتشفت الروحية هذه ورأتها فيه وتيقنت أنها روحية حتى اطمأنت إليها فطلبت الزواج منه، ومنذ متى سمعنا في البيئة العربية بهذه القدرات الروحية التي تنجذب إليها النساء وكما يذكر "وات" التاجرات في القرن السادس الميلادي، وهل كانت النساء التاجرات العربيات يبحثن عن أصحاب القدرات الروحية للزواج منهم أو هو منهج الإسقاط حيث تسقط ما علمته في القرن العشرين على بيئة القرن السادس التي لا علاقة لها به ثم ما هي القدرات الروحية وعلاماتها التي ظهرت على سيدنا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هذه المرحلة، وكان عند خديجة سابق علم بهذه

<<  <   >  >>