ألفاظه التي تحط من الإسلام، وتعظم الضلال في صدور أتباعه حتى يقول قائلهم لا يمكن أن يرى محمد هذا جبريل، ويتبع ذلك سيل من الشتائم للرسول الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ودينه بالكذب والهوس وكذا، وكذا .. ممالسنا في صدد تسويد الرسالة به.
والرد على التفسير التاريخي والمادي أسهل من كتابته، لأنه كما ذكرنا انتقائي، ف"وات" نفسه هو الذي جعل اللاوعي المسيحي إلهي، واللاوعي الإسلامي إنساني بدون أي دليل؛ لأن الإنسان واحد، "وات" هو نفسه ذلك الشخص الذي جعل رؤية جبريل تاريخيًا غير ممكنة، ورؤية روح القدس وهو جبريل من السيد المسيح - عليه السلام - ثابتة يؤمن بها ويؤيدها، مع أن التاريخ واحد ينبغي أن يرد الاثنين لأنه تاريخ أو يقبل الاثنين، فأي تناقض أعظم من هذا؟ وأي استغفال واستخفاف بالعقل يمكن أن يكون مثل هذا؟
ثم يا سيد "وات" إن رؤية جبريل يمكن أن تكون قد حدثت، ويمكن ألا تكون قد حدثت فما الذي رجح عندك عدم الوقوع، ما الدليل؟ أي دليل كان يؤيد احتمالية عدم الوقوع، فضلاً عن عدم الإمكانية التي تدعي القطع بها، قاطعًا طريق النقاش فيها كأنك حزت الحق الذي لا مرية فيه، والذي يجب أن يقبله الكون كافة؟
وعلى أية حال فإن نقد هذا الكلام ورده وتفنيده وإلقائه في المكان الذي يستحق موجود في كلام "وات" نفسه، ولكن لأنه متناقض، يدافع عن تناقضه فكأنه نسي ما كتبت يداه.
حيث يقول:"على المؤرخ أن يعترف بصدق محمد المطلق بأن الوحي كان يأتيه من الخارج ... ".
وكرر في أكثر من موضع صدق محمد وإخلاصه، وإن عاد على كلام نفسه بالنقض والتكذيب أي لنفسه.