ليس على إعمال الثاني، ولكن إنما أراد عود شفتيك أن تنطقا بالحق فأخرت الشفتين فرضتهما.
فآ: وقوله: (آتوني أفرغ عليه قطرا) يشهد عليه. ألا ترى أنه قد أعمل الثاني ولم يعمل الأول، وليس هنا حرف عطف، وحكى أيضاً أن الخليل والبصريين يختارون إعمال الثاني، وأن "كف" يختارون إعمال الأول.
فآ: والآية تشهد عليهم كما تشهد على الجرمي. ألا ترى أنه أعمل فيها الثاني وليس فيها حرف عطف.
فإن قلت: فـ"عَوَّدْ" يقتضي شيئاً يعمل فيه، وإذا [أعملت] الثاني لم يعمل "عَوَّدْ" في مفعول.
قيل "ضربْتُ" أيضاً بمقتضى معمولاً فإذا قلت: "ضربتُ وضربني زيدٌ" حذفت المفعول؛ لدلالة الثاني عليه فكذلك حذفت المفعول من "عَوَّدْ" لدلالة الثاني عليه.
آخر المسألة والحمد لله رب العالمين، وصلى الله عليه محمد وآله وسلم تسليما.
أ. د/ محمد الشاطر أحمد محمد أحمد
الثلاثاء: في ٢٠ من جمادي الأولى ١٤٠٤ هـ-٢٢ من فبراير ١٩٨٤ م