فآ:"صبياً" في قوله: (كيف نكلمُ من كان في المهد صبيا) حال من "نُكَلمُ" أي: كيف نكلمه صبياً، وإن جعلته حالاً مما "في المهدِ" كان الأول أحسن، لأنه أدل على موضع المعجزة.
و"كانوا" في بيت الفرزدق:
(وجيرانٍ لنا كانوا كرامٍ)
لغو، لأن "لنا" قد جرى صفة على الموصوف الذي هو "جيرانٌ" فلا يجوز أن يقدر به الانتزاع من موضعه كما لم يجز في قولك: "مررتُ برجلٍ معه صقر صائد به"؛ لأن "معه" صفة لـ"رجلٍ".
فإن قلت: فكيف يلغي "كان" وقد عملت في الضمير؟
قلنا: تكون "كان" لغواً، والضمير الذي فيها تأكيد لما في "لنا" لا أنه مرتفع بالفاعل، ألا ترى أنه لا خير له.
فإن قلت: كيف جاز أن تُلغيها وقد عملت؟
قلنا: لا يمتنع ذلك. ألا ترى أنك تلغي "ظننْتُ" بأسرها، وهي جملة وقد عمل ما تلغيه من الفعل فكذلك يجوزأن تلغي "كانَ" وحدها في قوله: