للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأنها تجتمع مع أسماء الأجناس في أن بيانها بأنفسها ليس بمضاف إليه، فهي في هذا الكلام كالدرهم ونحوه، ومفارقة له من جهة أن الصفة محتاجة إلى الموصوف وليس كالموصوف، فلم تخلص الصفات أسماء مستقلة بأنفسها كما خلصت أسماء الأجناس.

وإذا كان هذا قبيحاً مع ما فيها من التخصيص بأنفسها لحاجتها إلى غيرها وجب أن يكون الذي لا يخص بنفسه حتى يضم إليه غيره لا يجوز التبيين به، فأما في الاستثناء إذا قُلت: "أتاني القومث إلا أيما رجل [].

[مسألة ٨٣]

قال أبو علي: سأل سائل فيما نعتل به من أن "أنْ" الناصبة للفعل لا يجوز أن تكون معمولة لـ "عَلِمْتُ" ونحوها من الأفعال الثابتة "المؤكدة"، لتنافي ذلك، وأن كل واحد ليس يوافق الآخر. ألا ترى أن "عَلِمْتُ" تدل على تأكد الشيء وثباته واستقراره، و"أنْ" لا تدل إل على ما ليس بمستقر ولا ثابت.

ألا ترى أنها إنما بابها أن تدخل على الاستقبال مثل: "لَنْ وإذَنْ" ودخلت على الماضي أيضاً من حيث اجتمع مع المستقبل للتقضي، وأنه ليس بثابت كالآتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>