للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفعل مشتغلاً بشيء غير "زيدٍ" لجاز النصب في "زَيْدٍ" كما جاز عندهم في "ما جاءني أحدٌ إلا زيداً".

فهذا الذي يقولونه إنما هو عبارة عن المعنى، فأما اللفظ فعلى ما أعلمتك.

[مسألة ١١٤]

فآ: إن قال قائل في الفعل: لِمَ لم يثن ويجمع؟

قلنا لم يفعل ذلك، لأنه جنس، وتثنية الجنس محال؛ لأنه مفرد لا ثاني له. ألا ترى أن الإنسان في قوله: (إن الإنسان خلق هلوعا ....... إلا المصلين) قد استوعب الأناسي، وإذا استوعبهم كلهم لم يبق منهم شيء تقع التثنية عليه، فإذا كان كذلك استحالت تثنيته.

والدلالة على أن الفعل واقع على الجنس أنك تقول: ضربَ زيدٌ ضربةً وضربتين وألف ضربةٍ، وكذلك: ضُرِبَ زيدٌ وعمرو [وخالد] فيقع على القليل كما يقع على الكثير.

فإذا كان كذلك وهو على لفظة واحدة علمت أنه للجنس مثل الماء والتراب والدرهمِ.

فإن قال قائل: إذا كان للجنس فهلا لم يقع على البعض ولم يقع إلا على الجمع؟

قيل: لا يجب ذلك. ألا ترى أن اسم الجنس قد يقع على الواحد منه

<<  <  ج: ص:  >  >>