فكذلك "كِلاهما" لما لم يفد شيئاً لم يكن في "اختصم" لم يجز. ويدلك أيضاً أنك لا تقول: أيهُمْ يضربُ أم يقتلُ زيداً، إنما [تقول] بـ"أوْ"؛ لأن معنى "أمْ" قد استغرقتها "أيٌّ".
ولم يجز لك أن تقول: أكرره توكيداً وإن كانت "أي" قد استغرقت معناها، فكذلك هذا لا يصح أنْ يؤكد به.
[مسألة ١٦٢]
"فُوكَ" إذا سميت به رجلاً فالقياس أن تجعله على ما تكون عليه الأسماء، كما أنك إذا سميت بـ "ذوُو" قلت: "ذوا" أو "ذوٌّ" فقياس هذا أن تقول فيه: "فَمٌ" ولا يجوز غير ذلك، لأنهم قد كفوك هذا بقولهم "فَمٌ" حيث أفردوه.
فإذا سميت به، فقلت "فَمٌ" فأضفته قلت: "فَمُهُ" ولم يجز غير لك لأنك لما سميت به حظرتْهُ التسمية فلم يجز أن تقول: "فوهُ"، ولا "فُوكَ" كما كنت تقوله وهو اسم الجارحة؛ لأنك إن قلت ذلك [فقدْ حرفْتَ] الاسم فلم يجزفيه غير "فَمٍ" لهذا.