فلما لم يمكن تغيير الياء الثانية كما أمكن تغيير الواو في ضَوْضَيْتُ، وكرهوا التضييف، وأريد التسوية في "حَيْحَيْتُ" بأختها "ضَوََيْتُ" قلبت الأولى ألفاً، وكان ذلك حسناً.
ألا ترى أنهم يزيلون التضعيف بقلب الأول كما يزيلونه بقلب الثاني، فقالوا: قيراطٌ كما قالوا: تَسَرَّيْتُ إلا أن تغيير الثاني أقوى وأجود.
ألا تراهم قالوا "دَهْدَيْتُ" فأزالوا الثاني، ولم يقولوا "حَاحَيْتُ" إلا بعد أن لم يمكن التغيير في الثاني.
[مسألة ٦٧]
قال [أبو علي]: سأل سائل من رفع "زَيْداً" بـ "قائم" في قولك: قائمٌ زيدٌ وجعله يسد مسد الخبر هل يجوز أن ينصب "قائماً" إذا عطف على "ليس" فقال: ليس ذاهباً عمرو ولا قائماً زيدٌ؟
الجواب أن نصبه لا يجوز؛ لأنك لا تنصب بـ "ليس" حتى ترفع بها فإذا نصبت بها هنا لم ترفع بها شيئاً، فإذا كان كذلك رفعت "قائماً" الذي كان يرتفع بالابتداء بـ "لَيْسَ" ويكون الاسم المرتفع به يسد مسد خبر "ليس" المنتصب كما سد مسد خبر الابتداء.