ذلك أن هذه الأسماء لما شابهت الحروف فلم تعرب كما لم تعرب الحروف ألحقتها عند المعرفة على حد ما ألحق به الحروف لاجتماعها معها في الشبه، وغلبة حكمها عليها، وكان هذا واجباً في ذلك؛ إذ أجروا المتمكن أكثر التمكن مجرى غير المتمكن في هذا.
ألا تراهم قالوا:"ذواتا"، وجمعوها فقالوا:"ذواتٌ مالٍ" فحذفوا اللام وهو متمكن حيث لم يستعمل إلا مضافاً كما حذفت الألف في "هيهاتِ" فيمن جعله جمعا، وكما حذفوا الألف في "ذوي مالٍ" ولم يثبتوها كما أثبتوها في "ذواتا" لكن حذفوها كما حذفوا من "ذات" ومن "اللذين" ولم يجعلوا "ذواتا" بمنزلة "نوايان" فيقولوا "نوياتٌ"، ولكن بمنزلة "ذا" حيث قالوا: "ذانِ"، ومن ثم قال الخليل فيه إنك إذا سميت به رجلاً قلت:"ذَوٌّ" فجعله بمنزلة "لَوْ".
[مسألة ١٢٣]
فآ: إذا أضفت إلى اسم الجمع فإنه يكون على ضربين:
إما أن يكون مسمى به واحد، وإما أن يكون جمع آحاد.
فإذا كان مسمى به واحد تركته على حاله وأضفت إليه على لفظه ولم تغيره، وذلك أن التسمية تَحْظُرُ الاسم فتمنع من الزيادة فيه والنقصان منه.