للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُمُّ قُسْطَنْطِينَ، فَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: إِنَّهَا هِيَ الَّتِي أَظْهَرَتِ الصَّلِيبَ وَصَنَعَتْ لِوَقْتِ ظُهُورِهِ عِيدًا، وَذَلِكَ بَعْدَ الْمَسِيحِ وَالْحَوَارِيِّينَ بِمُدَّةٍ طَوِيلَةٍ زَمَنَ الْمَلِكِ قُسْطَنْطِينَ بَعْدَ الْمَسِيحِ بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِمِائَةِ سَنَةٍ.

وَفِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَحْدَثْتُمُ الْأَمَانَةَ لِنُصُوصِ الْأَنْبِيَاءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَأَظْهَرْتُمُ اسْتِحْلَالَ الْخِنْزِيرِ وَعُقُوبَةَ مَنْ لَمْ يَأْكُلْهُ، وَابْتَدَعْتُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ تَعْظِيمَ الصَّلِيبِ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ بِدَعِكُم، وَكَذَلِكَ كُتُبُ الْقَوَانِينِ الَّتِي عِنْدَكُمْ جَعَلْتُمُوهَا سُنَّةً وَشَرِيعَةً فِيهَا شَيْءٌ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْحَوَارِيِّينَ، وَكَثِيرٌ مِمَّا فِيهَا ابْتَدَعَهُ مَنْ بَعْدَهُمْ لَا يَنْقُلُونَهُ لَا عَنِ الْمَسِيحِ وَلَا عَنِ الْحَوَارِيِّينَ، فَكَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ عَلَى السُّنَّةِ وَالشَّرِيعَةِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا الْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهَذَا مِمَّا يُعْلَمُ بِالِاضْطِرَارِ وَالتَّوَاتُرِ أَنَّهُ كَذِبٌ بَيِّنٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>