للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا قَصَّهُ فِي قِصَّةِ نُوحٍ:

{تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: ٤٩] .

فَذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّ هَذَا الَّذِي أَوْحَاهُ إِلَيْهِ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ، مَا كَانَ يَعْلَمُهُ هُو وَلَا قَوْمُهُ مِنْ قَبْلِ هَذَا. فَإِذَا لَمْ يَكُنْ قَوْمُهُ يَعْلَمُونَ ذَلِكَ لَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَلَا مِنْ غَيْرِهِمْ، وَهُوَ لَمْ يُعَاشِرْ إِلَّا قَوْمَهُ، وَقَوْمُهُ يَعْلَمُونَ ذَلِكَ مِنْهُ، وَيَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ ذَلِكَ، وَيَعْلَمُونَ - أَيْضًا - أَنَّهُ هُوَ لَمْ يَكُنْ تَعَلَّمُ ذَلِكَ، وَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُعَاشِرُ غَيْرَهُمْ، وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ذَلِكَ، صَارَ هَذَا حُجَّةً عَلَى قَوْمِهِ، وَعَلَى مَنْ بَلَغَهُ خَبَرُ قَوْمِهِ، وَمِثْلُ مَا أَخْبَرَهُمْ عَنْ قِصَّةِ آدَمَ، وَسُجُودِ الْمَلَائِكَةِ لَهُ، وَتَزْيِينِ إِبْلِيسَ لَهُ حَتَّى أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَهَبَطَ هُو وَزَوْجُهُ.

وَأَخْبَرَهُمْ عَنْ قِصَّةِ نُوحٍ وَمُكْثِهِ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>