للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَحَدٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ قَالَ قَوْلًا يَخْفَى بُطْلَانُهُ، بَلْ مَا يَظْهَرُ كَذِبُهُ لِكُلِّ أَحَدٍ.

فَتَبَيَّنَ أَنَّهُ لَمْ يُمْكِنْهُمْ أَنْ يَقُولُوا: إِنَّهُ تَعَلَّمَ أَخْبَارَ الْغُيُوبِ مِنْ أَحَدٍ. وَهَذِهِ الْقِصَّةُ: قِصَّةُ نُوحٍ - لَا سِيَّمَا قِصَّتُهُ فِي سُورَةِ هُودٍ كَمَا تَقَدَّمَ - لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ مَنْ تَلَقَّاهَا عَنْ نَبِيٍّ، فَإِذَا عُرِفَ أَنَّهُ لَمْ يَتَلَقَّاهَا عَنْ أَحَدٍ، عُلِمَ أَنَّهُ نَبِيٌّ ; وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى فِي آخِرِهَا:

{تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: ٤٩] .

وَالْقَوْلُ فِي سَائِرِ الْقَصَصِ، كَالْقَوْلِ فِيهَا.

وَكَمَا قَالَ - فِي سُورَةِ يُوسُفَ -:

{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} [يوسف: ١٠٢] .

وَقَالَ - فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، لَمَّا ذَكَرَ قِصَّةَ زَكَرِيَّا وَمَرْيَمَ -:

{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [آل عمران: ٤٤] .

وَقَالَ: - فِي قِصَّةِ مُوسَى -:

<<  <  ج: ص:  >  >>