للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَوْلُهُ تَعَالَى:

{فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ} [الجن: ٢٦] .

يُبَيِّنُ أَنَّهُ غَيْبٌ يُضَافُ إِلَيْهِ يَخْتَصُّ بِهِ، لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ إِلَّا مِنْ جِهَتِهِ، بِخِلَافِ مَا يَغِيبُ عَنْ بَعْضِ النَّاسِ وَيَعْلَمُهُ بَعْضُهُمْ، فَإِنَّ هَذَا قَدْ يَتَعَلَّمُهُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ.

فَمِمَّا سَأَلَهُ عَنْهُ أَهْلُ الْكِتَابِ فِي الْمَدِينَةِ مَسَائِلُ، وَهِيَ غَيْرُ الْمَسَائِلِ الَّتِي كَانَ يُسْأَلُ عَنْهَا وَهُوَ بِمَكَّةَ، كَمَا كَانَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ يُرْسِلُونَ إِلَى الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ، يَسْأَلُونَهُمْ عَنْ مُحَمَّدٍ، فَيُرْسِلُ الْيَهُودُ بِمَسَائِلَ يَمْتَحِنُونَ بِهَا نُبُوَّتَهُ، وَذَلِكَ مِثْلُ مَا فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " «جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْدَمَهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>