التُّرْكِ وَلَا بَنَى السَّدَّ، وَإِنَّمَا وَصَلَ إِلَى بِلَادِ الْفُرْسِ.
وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ أَرِسْطُو كَانَ وَزِيرَ ذِي الْقَرْنَيْنِ الْمَذْكُورِ فِي الْقُرْآنِ فَقَدْ غَلِطَ غَلَطًا تَبَيَّنَ أَنَّهُ لَيْسَ بِعَارِفٍ بِأَدْيَانِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ وَلَا بِأَزْمَانِهِمْ.
فَلَمَّا ظَهَرَ دِينُ الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ أَرِسْطُو بِنَحْوِ ثَلَاثِمِائَةِ سَنَةٍ فِي بِلَادِ الرُّومِ وَالْيُونَانِ، كَانُوا عَلَى التَّوْحِيدِ إِلَى أَنْ ظَهَرَتْ فِيهِمُ الْبِدَعُ، فَصَوَّرُوا الصُّوَرَ الْمَرْقُومَةَ فِي الْحِيطَانِ، جَعَلُوا هَذِهِ الصُّوَرَ عِوَضًا عَنْ تِلْكَ الصُّوَرِ.
وَكَانَ أُولَئِكَ يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالْكَوَاكِبِ، فَصَارَ هَؤُلَاءِ يَسْجُدُونَ إِلَيْهَا إِلَى جِهَةِ الشَّرْقِ الَّتِي تَظْهَرُ مِنْهَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالْكَوَاكِبُ، وَجَعَلُوا السُّجُودَ إِلَيْهَا بَدَلًا عَنِ السُّجُودِ لَهَا ; وَلِهَذَا جَاءَ خَاتَمُ الرُّسُلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ الَّذِي خَتَمَ اللَّهُ بِهِ الرِّسَالَةَ وَأَظْهَرَ بِهِ مِنْ كَمَالِ التَّوْحِيدِ مَا لَمْ يَظْهَرْ بِمَنْ قَبْلَهُ، فَأَمَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا يَتَحَرَّى أَحَدٌ بِصَلَاتِهِ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا ; لِأَنَّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute