للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْوَجْهُ الثَّامِنُ: أَنْ يُقَالَ إِبْلِيسُ عَاقَبَ بَنِي آدَمَ وَأَدْخَلَهُمْ جَهَنَّمَ بِإِذْنِ اللَّهِ أَوْ بِغَيْرِ إِذْنِهِ.

إِنْ قَالُوا: بِإِذْنِهِ فَلَا ذَنْبَ لَهُ وَلَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُحْتَالَ عَلَيْهِ لِيُعَاقَبَ وَيَمْتَنِعُ وَإِنْ كَانَ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَهَلْ جَازَ فِي عَدْلِ اللَّهِ أَنْ يُمَكِّنَهُ مِنْ ذَلِكَ أَمْ لَمْ يَجُزْ، فَإِنْ جَازَ ذَلِكَ فِي زَمَانٍ جَازَ فِي جَمِيعِ الْأَزْمِنَةِ وَإِنْ لَمْ يَجُزْ فِي زَمَانٍ لَمْ يَجُزْ فِي جَمِيعِ الْأَزْمِنَةِ فَلَا فَرْقَ بَيْنَ مَا قَبْلَ الْمَسِيحِ وَمَا بَعْدَهُ.

الْوَجْهُ التَّاسِعُ: أَنْ يُقَالَ هَلْ كَانَ اللَّهُ قَادِرًا عَلَى مَنْعِ إِبْلِيسَ وَعُقُوبَتِهِ بِدُونِ هَذِهِ الْحِيلَةِ وَكَانَ ذَلِكَ عَدْلًا مِنْهُ لَوْ فَعَلَهُ أَمْ لَا، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مَقْدُورًا لَهُ وَهُوَ عَدْلٌ مِنْهُ لَمْ يَحْتَجْ أَنْ يَحْتَالَ عَلَى إِبْلِيسَ وَلَا يَصْلُبَ نَفْسَهُ أَوِ ابْنَهُ ثُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا الْعَدْلُ وَاجِبًا عَلَيْهِ وَجَبَ مَنْعُ إِبْلِيسَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا جَازَ تَمْكِينُهُ فِي كُلِّ زَمَانٍ فَلَا فَرْقَ بَيْنَ زَمَانٍ وَزَمَانٍ.

وَإِنْ قِيلَ لَمْ يَكُنْ قَادِرًا عَلَى مَنْعِ إِبْلِيسَ فَهُوَ تَعْجِيزٌ لِلرَّبِّ عَنْ مَنْعِ إِبْلِيسَ وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْكُفْرِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمِلَلِ مِنْ جِنْسِ قَوْلِ

<<  <  ج: ص:  >  >>