حَتَّى أَنَّ الْحَائِضَ لَا يُؤَاكِلُونَهَا وَلَا يُسَاكِنُونَهَا وَلَا يُجَامِعُونَهَا وَكَانُوا لَا يَرَوْنَ إِزَالَةَ النَّجَاسَةِ مِنَ الثَّوْبِ بَلْ يُقْرَضُ مَوْضِعُهَا وَيَسْتَخْرِجُونَ الدَّمَ مِنَ الْعُرُوقِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآصَارِ وَالْأَغْلَالِ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ.
وَأَمَّا النَّصَارَى فَفِي مُقَابَلَتِهِمْ تَجِدُ عَامَّتَهُمْ لَا يَرَوْنَ شَيْئًا حَرَامًا وَلَا نَجِسًا إِلَّا مَا كَرِهَهُ الْإِنْسَانُ بِطَبْعِهِ وَيُصَلُّونَ مَعَ الْجَنَابَةِ وَالْحَدَثِ وَحَمْلِ النَّجَاسَاتِ وَيَأْكُلُونَ الْخَبَائِثَ كَالدَّمِ وَالْمَيْتَةِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ إِلَّا مَنْ كَرِهَ مِنْهُمْ شَيْئًا فَتَرَكَهُ وَالْمُسْلِمُونَ وَسَطٌ كَمَا قَالَ - تَعَالَى - فِيهِمْ {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: ١٤٣] أَيْ عَدْلًا خِيَارًا قَالَ - تَعَالَى -: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: ١٥٦] (١٥٦) {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: ١٥٧]
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute