للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غَيْرِهِ وَلَمْ يَقُلْ إِلَّا الْكِتَابَ الْوَاحِدَ ; لِأَنَّهُ مَا أَتَى جَمَاعَةٌ مُبَشِّرِينَ بِكِتَابٍ وَاحِدٍ غَيْرَ الْحَوَارِيِّينَ الَّذِينَ أَتَوْا بِالْإِنْجِيلِ الطَّاهِرِ وَجَاءَ أَيْضًا فِي الْكِتَابِ {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} [يس: ٢٠] يَعْنِي الْحَوَارِيِّينَ لَمْ يَقُلْ رَسُولٌ إِنَّمَا قَالَ: الْمُرْسَلِينَ وَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ:

أَحَدُهَا: أَنَّهُ لَيْسَ فِيمَا ذُكِرَ وَلَا فِي غَيْرِهِ مَا يُوجِبُ تَكْذِيبَ الرَّسُولِ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَى غَيْرِكُمْ وَتَمَسُّكَكُمْ بِدِينٍ مُبَدَّلٍ مَنْسُوخٍ كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ فِيمَا يُعَظَّمُ بِهِ مُوسَى وَالتَّوْرَاةُ وَمَنِ اتَّبَعَ مُوسَى مَا يُوجِبُ لِلْيَهُودِ تَكْذِيبَ الرَّسُولِ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَتَمَسُّكَهُمْ بِدِينٍ مُبَدَّلٍ مَنْسُوخٍ.

الثَّانِي: أَنَّ قَوْلَهُمْ: وَلَا نَتَّبِعُ غَيْرَ الْمَسِيحِ وَحَوَارِيِّيهِ قَوْلٌ بَاطِلٌ، فَإِنَّهُمْ لَيْسُوا مُتَّبِعِينَ لَا لِلْمَسِيحِ وَلَا لِحَوَارِيِّيهِ لِوَجْهَيْنِ:

أَحَدُهُمَا: أَنَّ دِينَهُمْ مُبَدَّلٌ لَيْسَ كُلُّهُ عَنِ الْمَسِيحِ وَالْحَوَارِيِّينَ بَلْ أَكْثَرُ شَرَائِعِهِمْ أَوْ كَثِيرٌ مِنْهَا لَيْسَتْ عَنِ الْمَسِيحِ وَالْحَوَارِيِّينَ.

الثَّانِي: أَنَّ الْمَسِيحَ بَشَّرَ بِأَحْمَدَ كَمَا قَالَ - تَعَالَى -: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: ٦] .

<<  <  ج: ص:  >  >>