وَالصَّالِحُونَ لَهُمْ كَرَامَاتٌ مِثْلُ كَرَامَاتِ صَالِحِي هَذِهِ الْأُمَّةِ وَمِثْلُ كَرَامَاتِ الْحَوَارِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ كَانَ عَلَى دِينِ الْمَسِيحِ لَكِنْ وُجُودُ الْكَرَامَاتِ عَلَى أَيْدِي الصَّالِحِينَ لَا تُوجِبُ أَنْ يَكُونُوا مَعْصُومِينَ كَالْأَنْبِيَاءِ، لَكِنْ يَكُونُ الرَّجُلُ صَالِحًا وَلِيًّا لِلَّهِ وَلَهُ كَرَامَاتٌ وَمَعَ هَذَا فَقَدَ يَغْلَطُ وَيُخْطِئُ فِيمَا يَظُنُّهُ أَوْ فِيمَا يَسْمَعُهُ وَيَرْوِيهِ أَوْ فِيمَا يَرَاهُ أَوْ فِيمَا يَفْهَمُهُ مِنَ الْكُتُبِ وَلِهَذَا كَانَ كُلُّ مَنْ سِوَى الْأَنْبِيَاءِ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِمْ: وَيُتْرَكُ بِخِلَافِ الْأَنْبِيَاءِ - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - أَجْمَعِينَ، فَإِنَّهُ يَجِبُ تَصْدِيقُهُمْ فِي كُلِّ مَا أَخْبَرُوا بِهِ مِنَ الْغَيْبِ، وَطَاعَتُهُمْ فِي كُلِّ مَا أَمَرُوا بِهِ وَلِهَذَا أَوْجَبَ اللَّهُ الْإِيمَانَ بِمَا أُوتُوهُ وَلَمْ يُوجِبِ الْإِيمَانَ بِجَمِيعِ مَا يَأْتِي بِهِ غَيْرُهُمْ.
قَالَ - تَعَالَى -: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: ١٣٦] وَقَالَ - تَعَالَى -: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة: ١٧٧] وَلِهَذَا اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ مَنْ كَذَّبَ نَبِيًّا مَعْلُومَ النُّبُوَّةِ فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ وَمَنْ سَبَّ نَبِيًّا وَجَبَ قَتْلُهُ بَلْ يَجِبُ الْإِيمَانُ بِجَمِيعِ مَا أُوتِيَهُ النَّبِيُّونَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute