للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَبَيَّنَ أَنَّهُ فَضَّلَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَقَالَ - تَعَالَى -: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} [الإسراء: ٥٥] وَقَدِ اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى مَا هُوَ مَعْلُومٌ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ وَهُوَ أَنَّهُ يَجِبُ الْإِيمَانُ بِجَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَبِجَمِيعِ مَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ مِنَ الْكُتُبِ فَمَنْ كَفَرَ بِنَبِيٍّ وَاحِدٍ تُعْلَمُ نُبُوَّتُهُ مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ وَلُوطٍ وَمُوسَى وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَيُونُسَ وَعِيسَى فَهُوَ كَافِرٌ عِنْدَ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ حُكْمُهُ حُكْمُ الْكُفَّارِ وَإِنْ كَانَ مُرْتَدًّا اسْتُتِيبَ، فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ.

وَمَنْ سَبَّ نَبِيًّا وَاحِدًا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ قُتِلَ أَيْضًا بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَمَا عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ أَنَّ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ أَخْبَرَ بِهِ فَعَلَيْهِمُ التَّصْدِيقُ بِهِ ; كَمَا يُصَدِّقُونَ بِمَا أَخْبَرَ بِهِ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ أَخْبَارَ الْأَنْبِيَاءِ لَا تَتَنَاقَضُ وَلَا تَخْتَلِفُ وَمَا لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ النَّبِيَّ أَخْبَرَ بِهِ فَهُوَ كَمَا لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ مُحَمَّدًا أَخْبَرَ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَلَكِنْ لَا يُكَذِّبُونَ إِلَّا بِمَا عَلِمُوا أَنَّهُ كَذِبٌ ; كَمَا لَا يَجُوزُ أَنْ يُصَدِّقُوا إِلَّا بِمَا عَلِمُوا أَنَّهُ صِدْقٌ وَمَا لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ كَذِبٌ وَلَا صِدْقٌ لَمْ يُصَدِّقُوا بِهِ وَلَمْ يُكَذِّبُوا بِهِ ; كَمَا أَمَرَهُمْ نَبِيُّهُمْ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبِهَذَا أَمَرَهُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>