وقد ساق الصواف في صفحة ٤٤ وما بعدها إلى صفحة ٥٤ كلاما للآلوسي، وقد استوفيت الرد عليه في الصواعق الشديدة فليراجع هناك.
وقد أدخل الصواف في صفحة ٥٢ جملة ليست منه ولم ينبه على ذلك، وهذا من عدم الأمانة في النقل، وهذه الجملة هي قوله "بل هناك شموس وأقمار لكل كوكب أرضي أو سماوي".
والجواب أن يقال هذا قول باطل لا مستند له سوى التخرصات والظنون الكاذبة، وقد استوفيت الرد على ما زعمه من تعدد الشموس والأقمار في الصواعق الشديدة في المثال الحادي عشر من الأمثلة على بطلان الهيئة الجديدة فليراجع هناك.
وأما قوله لكل كوكب أرضي، فإن كان مراده أن الأرض لها كواكب مثل السماء فهو قول باطل معلوم البطلان بالضرورة عند كل عاقل، وإن كان مراده أن الكواكب صنفان بعضها أرضون وبعضها سموات كما قد قاله بعض أتباع الإفرنج من العصريين فهو أيضا من أبطل الباطل؛ لأن الله تبارك وتعالى قد جعل الكواكب زينة للسماء الدنيا ومصابيح تضيء لأهل الأرض؛ ليهتدوا بها في ظلمات البر والبحر، وجعلها أيضا رجوما للشياطين كما قال تعالى {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ} وقال تعالى {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} وقال تعالى {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} وقال تعالى {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} وقال تعالى {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا} وقال