قلت وقد ذكر لنا عن بعض أتباعهم في زماننا أنهم لا يصلون إلا للرياضة أو للتقية. وأنهم ينكرون وجود الملائكة وتنزلهم بأمر الله وتدبيرهم للأمور بإذنه. وبعضهم ينكرون كونهم يعقلون وإنما هم عندهم بمنزلة الجمادات والنباتات وينكرون أيضا وجود الجن وصرعهم لبني آدم ويسمون الصرع الأمراض العصبية. إلى غير ذلك مما دخل عليهم من سموم الفلاسفة وجراثيم أمراضهم المهلكة.
وليعلم أن بين الفلاسفة والملاحدة الباطنية تناسبا وتقاربا واتفاقا في بعض الأمور.
وقد ذكر بعض العلماء عن ابن سينا أنه قال كان أبي وأخي من أهل دعوة الحاكم - يعني العبيدي.
وكان نصير الشرك الطوسي وزيرا لأصحاب قلاع الالموت من الإسماعيلية وكانوا ينتسبون إلى نزار بن المستنصر العبيدي. ثم وزر لهولاكو. وقد شرح الإشارات لابن سينا. ذكر ذلك شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى وغيره من أكابر العلماء.
وذكر شيخ الإسلام أيضا في رده على الرافضي عن نصير الشرك الطوسي أنه كان ممن يقول أن الله موجب بالذات لا مختار ويقول بقدم العالم. قال وهذا الرجل قد اشتهر عند الخاص والعام أنه كان وزيرا لملاحدة الباطنية