وهذا الذي ذكرناه عن أهل الهيئة الجديدة من تعاطي علم الغيب إن لم يكن شرا من التنجيم فليس بدونه، ومع هذا فكثير من العصريين قد افتتنوا بما يقوله أهل الهيئة الجديدة من المزاعم الباطلة والتخرصات والظنون الكاذبة، ورأوا أن ذلك من تقدم العلم في اكتشاف الأمور الكونية، وكلما تخرص متخرص من الإفرنج في الأجرام العلوية بشيء، وزعم أنه اكتشفه - تلقوا قوله بالقبول والتسليم، وتمسكوا به أعظم مما يتمسكون بنصوص الكتاب والسنة، واشتد إنكارهم على من رد ذلك من المسلمين، وإذا رأوا ما يخالف أقوال أعداء الله تعالى من أدلة الكتاب والسنة أولوه على ما يوافق أقوالهم كأنهم معصومون من الخطأ والزلل أو كأنهم قد أوحي إليهم بما يزعمونه من تخرصاتهم وظنونهم الكاذبة.
وقد روى البخاري في التاريخ والطبراني وابن عبد البر وغيرهم، عن عصمة بن قيس صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه «كان يتعوذ في صلاته من فتنة المغرب».