آخره:"ولو أن أحدا علم الغيب لعلمه آدم الذي خلقه الله بيده، وأسجد له ملائكته، وعلمه أسماء كل شيء".
وقد أورده الحافظ ابن حجر في تفسيره من رواية ابن أبي حاتم ثم قال:"هو كلام جليل متين صحيح" انتهى.
وقال الداودي:"قول قتادة في النجوم حسن إلا قوله: أخطأ وأضاع نصيبه، فإنه قصر في ذلك بل قائل ذلك كافر.
وقال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى: "صناعة التنجيم والاستدلال بها على الحوادث محرم بإجماع المسلمين، وأخذ الأجرة على ذلك - سحت، ويمنعون من الجلوس في الحوانيت والطرقات، ويمنع الناس أن يكرموهم، والقيام في منعهم عن ذلك من أفضل الجهاد في سبيل الله تعالى" انتهى.
هذا ما يتعلق بالمنجمين وعلمهم في الفلك والنجوم.
وأما أهل الهيئة الجديدة وأتباعهم فقد سلكوا في علم الفلك والنجوم مسلكًا آخر، وذلك بما يزعمونه من معرفة مواد الأجرام العلوية، ومقادير أحجامها وأبعادها، وتحديد المدة التي يصل فيها نور كل منها إلى الأرض، وما يزعمونه أيضا من تعدد الشموس والأقمار، وما يزعمونه أيضا من وجود الجبال والوهاد والأودية في الشمس والقمر وسائر السيارات، وأن فيها مخلوقات نحو سكنة الأرض، وأن فيها بحارا وأنهارا، وأنهم قاسوا أكثر من ألف جبل في القمر، فوجدوا أن علو بعضها ينيف على عشرين ألف قدم، وأنهم يعرفون ما يحدث في القمر من البراكين والانفجارات، وكذلك ما يحدث في الشمس من الانفجارات، وما تفقده من وزنها في الثانية الواحدة من ملايين الأطنان بسبب احتراقها، إلى غير ذلك من التخرصات والتحكم على الغيب، والتعاطي لما استأثر الله بعلمه. قال الله تعالى {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ