أحدهما: التخرص عن الأجرام السماوية وما تحويه وهذا هو الذي عليه أهل الهيئة الجديدة من فلاسفة الإفرنج. والثاني دعوى معرفة ما يحدث في الكون من رياح وبرق ورعد وغير ذلك مما يكون من الحوادث في المستقبل، وهذا هو الذي كان عليه المنجمون في قديم الدهر وحديثه، وكلا الأمرين من تعاطي علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه، ومن القسم الثاني ما ذكره محمد فريد وجدي في كتابه (دائرة المعارف) حيث قال: كان لعلم الفلك في القرون الوسطى بأوروبا شأن كبير، ولكن في أخذ الطوالع ومعرفة طبائع الأوقات من نحوس وسعود.
قلت: وهذا وما ذكره الصواف في آخر كلامه الذي تقدم ذكره آنفا هو التنجيم المحرم بالإجماع.
قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى:"التنجيم هو الاستدلال بالأحوال الفلكية وحركات النجوم على الحوادث".
وقال الخطابي رحمه الله تعالى:"علم النجوم المنهي عنه هو ما يدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التي لم تقع وستقع في مستقبل الزمان، كإخبارهم بأوقات هبوب الريح ومجيء المطر وظهور الحر والبرد وتغير الأسعار، وما كان في معانيها من الأمور التي يزعمون أنهم يدركون معرفتها بسير الكواكب في مجاريها، وباجتماعها واقترانها، ويدعون لها تأثيرًا في السفليات، وأنها تتصرف على أحكامها، وتجري على قضايا موجباتها، وهذا منهم تحكم على الغيب وتعاط لعلم استأثر الله سبحانه به، لا يعلم الغيب أحد سواه".
قلت: "ومن هذا الباب ما يذاع في كثير من الإذاعات من الأخبار عما سيكون في المستقبل من الغيوم والأمطار والرياح أو عدم ذلك، ويسمون