وكذا نصير الشرك في أتباعه ... أعداء رسل الله والإيمان
نصروا الضلالة من سفاهة رأيهم ... وغزوا جيوش الدين والقرآن
فجرى على الإسلام منهم محنة ... لم تجر قط بسالف الأزمان
فانظروا أيها المسلمون إلى شدة عداوة الفلاسفة والرافضة للإسلام وأهله وخبث طويتهم وكيدهم للمسلمين وطلبهم الغوائل لهم والشرور حتى أوقعوا بهم هذا الأمر الفظيع الذي لم يؤرخ في الإسلام أشنع ولا أبشع منه.
فهذا دليل على أن انتسابهم إلى الإسلام كذب محض ومكر وخديعة ليفعلوا بالإسلام مثل ما فعله بولص بالنصرانية.
ولهذا قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى ليس الفلاسفة من المسلمين.
ونقل عن بعض أعيان القضاة في زمانه أنه قيل له. ابن سينا من فلاسفة الإسلام فقال ليس للإسلام فلاسفة.
قلت وفي هذا حكاية عجيبة ذكرها ياقوت الحموي في كتابه معجم الأدباء في ترجمة أحمد بن الحسين بن مهران المقري أبي بكر النيسابوري قال ياقوت: كان مجاب الدعوة مات في السابع والعشرين من شوال سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة وتوفي في ذلك اليوم أبو الحسن العامري صاحب الفلسفة. قال الحاكم فحدثني عمر بن أحمد الزاهد قال سمعت الثقة من أصحابنا يذكر أنه رأى أبا بكر بن الحسين بن مهران في المنام في الليلة التي دفن فيها قال: فقلت أيها الأستاذ ما فعل الله بك فقال: إن الله عز وجل أقام أبا الحسن العامري بحذائي وقال: هذا فداؤك من النار. ثم ذكر الحاكم بإسناد رفعه إلى أبي موسى الأشعري