للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل

قال: الصواف في صفحة ٥٧ ما نصه

(الشمس) تنتقل الآن إلى الآية الكبرى من آيات عظمة الله وقدرته وجلاله وهي الشمس التي جعلها الله آية النهار كما جعل القمر آية الليل وقدره منازل لنعلم عدد السنين والحساب. قال: الله عز وجل {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ}. هذه الشمس التي ما زالت أسرارها في الخفاء والتي ما زالت موضع حدس وتخمين، هذا الشمس التي ليست مصدر نورنا ونارنا فقط؛ بل هي محور نظامنا السياري ومصدر حياتنا أيضا.

هذه الشمس التي كانت ما يكتشف عنها يزيدها غموضا ولم تزح يد العلم بعد النقاب عن كل ما يجب أن نعلمه عن الواحدة من احتراقها، ولم تزل تجدد وزنها وحجمها، هذه الشمس هي آية من آيات الخالق وإن هي إلا آية صغيرة تزخر السماء بملايين من النجوم أضخم منها حجما وأكبر سرعة وأكثر تألقا، وقد قال علماء الفلك إنما هي كرة هائلة من الغازات الملتهبة، قطرها يزيد عن مليون وثلث مليون كيلوا متر، ومحيطها مثل محيط الأرض ٣٢٥ مرة، ويبلغ ثقلها ٣٣٢ ألف ضعف ثقل الأرض، وحرارة سطحها نحو ٦٠٠٠ درجة سنتجراد، وهذا السطح تندلع منه ألسنة اللهب إلى ارتفاع نصف مليون كيلوا متر، وهي تنثر في الفضاء باستمرار طاقة قدرها ١٦٧٤٠٠ حصان من كل متر مربع، ولا يحصل للأرض منها إلا جزء من مليوني جزء، وهي لا تعتبر إلا نجمة، ولكنها ليست في عداد النجوم

<<  <   >  >>